الثلث الثالث من الحمل: الأسابيع 28-40
لقد وصلت الآن إلى المرحلة الأخيرة من هذه الرحلة الشيقة. يُعدّ الثلث الثالث من الحمل أكثرَ مراحل الحمل الثلاثة إثارةً وتشويقًا، وستنتهي هذه المرحلة بإحدى أهم لحظات العمر وهي إحضار طفلك إلى المنزل. خذي كل الوقت الذي تحتاجينه للتخطيط للولادة وما يتبعها، واستمتعي بالأسابيع القليلة المتبقّية من الحمل.
تطورات نمو طفلك في الثلث الثالث من الحمل ما الذي يمكنك توقّعه في الثلث الثالث من الحمل قائمة التحقق الخاصة بالثلث الثالث من الحمل
تطوّرات نمو طفلك في الثلث الثالث من الحمل
يتابع طفلك نموّه في الثلث الثالث من الحمل، حيث يتضاعف حجمه في الأسابيع السبعة الأخيرة. وقد يصل وزنُه إلى حوالي 1.7 كيلوغرام وطوله إلى 28 سنتيمترًا تقريبًا بنهاية الأسبوع 32. لكن بحلول موعد ولادة طفلك، قد يتراوح وزنه ما بين 3.2 إلى 3.4 كيلوغرام. أثناء نموّ طفلك في هذه المرحلة ستتراكم الدهون تحت جلده، مما يجعله يبدو بالشكل الذي تتوقعينه عند الولادة. وبحلول الأسبوع 34، سيكون قد نمى بشكلٍ جيدٍ حتى لم يعد هنالك الكثير من المساحة الكافية له كي يتحرك خلال الفترة المتبقّية من الحمل.
يتجهّز طفلك للقائك بعدّة طرق أيضًا. فجفناه لم يعودا مغلقين، ما يعني أنه قادر على فتحهما وإغماضهما على نحوٍ منتظم. كما أصبحت لديه القدرة على الرؤية والسمع وعى الاستجابة للمؤثرات مثل الضوء والأصوات القادمة من العالم الخارجي، وسيكون قادراً حتى على تمييز صوتك.
يبدأ طفلك كذلك بتنظيم نمطه الخاص للنوم والاستيقاظ، وسيصبح بمقدورك تمييز الأوقات التي يكون فيها مستيقظاً ويتحرك، مقابل الأوقات التي يكون فيها نائماً وهادئاً. كما قد تلاحظين فتراتٍ من الحركة المتكررة بإيقاعٍ منتظم والتي تعني غالبًا أنه مصاب بالحازوقة.
يبدأ طفلك في الثلث الثالث من الحمل، بمص إبهامه أو القيام بحركات المص بفمه، وبذلك سيكون قد تعلّم كيفية الرضاعة حين ولادته.
سيقوم طفلك في وقتٍ ما خلال الشهر التاسع من الحمل ، بالاستقرار غالبًا في وضعية الولادة حيث يتجه الرأس نحو الأسفل، كما "سيهبط" منخفضاً باتجاه الحوض استعدادًا للولادة.
ما يمكنك توقعه في الثلث الثالث
رغم أنه من الشائع اعتبار أنّ فترة الثلث الثالث من الحمل تمتدّ من الأسبوع 28 وحتى الأسبوع 40، إلّا أنّ مدّة الحمل تختلف في الواقع من امرأة إلى أخرى. في الواقع، قليلات هنّ النساء اللواتي يضعن مولدهنّ بالفعل في التاريخ المحدد والمتوقّع للولادة. لذا ضعي في الحسبان أنّك عرضةٌ للدخول في المخاض في أيّ وقت، إلاّ أن المرجح أن يحدث ذلك ما بين الأسبوعين 38 و 42.
ستكتشفين غالبًا وجود إيجابياتٍ وسلبياتٍ للأشهر الأخيرة من الحمل. وتتمثّل السلبيات بحالات عدم الارتياح الجسدي التي ستمرّين بها، والتي تعود في معظمها إلى ازدياد حجم ووزن الجنين.
ويُعتبر ضيق النفس ومشاكل الهضم اثنان من أكثر أعراض الحمل الشائعة خلال هذا الثلث. ستختفي هذه الاضطرابات غالبًا مباشرةً بعد الولادة، لكن هنالك بعض الإجراءات التي يمكنك اتخاذها حتّى تشعري براحةٍ أكبر:
ضيق التنفس قد تصبح عملية التنفس أصعب بسبب كبر حجم الرحم، ونموه باتجاه الأعلى في البطن، وضغطه على الحجاب الحاجز. وقد تجدين أنه لا يمكنك صعود درجات السلّم دون أن يضيق نفسك. أفضل شيءٍ تفعلينه هنا هو أن تأخذي الأمور ببساطة وتقومي بإنجاز شؤونك بطريقة مريحة مع تجنب الحرارة الزائدة. وتجد بعض النساء مشاكل في التنفس حتى عند الاستلقاء. فإذا واجهتك هذه المشكلة، حاولي النوم في وضعيةٍ شبيهة بالجلوس، محيطةً نفسك بالوسائد الداعمة. تكاد تكون معظم حالات ضيق التنفس طبيعيّة في الثلث الأخير من الحمل، لكن إذا كنت تشعرين بالقلق، ناقشي هذا الأمر مع أخصائية الرعاية الصحّية المسؤولة عنك. سيصبح التنفس أسهل بمجرد أن "يهبط" طفلك قليلاً إلى داخل الرحم، إلاّ أنك ستشعرين في المقابل بضغطٍ أكبر على منطقة أسفل البطن والحوض.
حرقة المعدة وعسر الهضم يمكن أن يحدث هذين الاضطرابين المرتبطين بالمعدة خلال الحمل، وغالبًا في الثلث الثالث من الحمل، وذلك لأن كامل النظام الهضمي يصبح أبطأ في هذه الفترة. ونتيجةً لذلك، ترتخي عضلات المعدة والمريء (القناة التي تصل بين الفم والمعدة). يسمح ذلك للأحماض الهضمية، والتي تبقى عادةً في المعدة، بالرجوع إلى أعلى المريء والفم. وتعطي هذه الأحماض إحساس الحرقة في البلعوم، الأمر الذي يترك في الفم طعمًا كريهًا يتسبب به الطعام القديم وأحماض المعدة، وهو ما يُعرف بعسر الهضم. حتى تمنعي حدوث حرقة المعدة وعسر الهضم تناولي وجباتٍ صغيرة ومتعددة، بالإضافة إلى وجباتٍ خفيفة ما بين الوجبات الأساسيّة وتجنّبي الأطعمة الدهنية. حاولي الجلوس بوضعية مستقيمة بعد الأكل، وتجنبي تناول الطعام قبل النوم مباشرة. يمكنك أيضًا مضغ العلك للتخلص من طعم المرار في فمك، لكن تجنّبي تناول أي عقاقير تصرف بدون وصفة طبية مثل مضادات الحموضة قبل الرجوع أولًا إلى أخصائية الرعاية الصحّية.
قد تختبرين عددًا من أعراض الحمل الأخرى في الثلث الثالث مثل تشنجات الساق، والشعور بعدم التوازن أثناء المشي والوقوف، وآلام الظهر، والتعب، وألم المعصم، والحكة الجلدية. كما تظهر علامات تمدد الجلد لدى العديد من النساء في منطقة البطن والثديين والفخذين، لكنّها عادةً ما تختفي مع الوقت. وتلاحظ العديد من النساء الحوامل انتفاخ (يُدعى أيضًا استسقاء) القدمين والكاحل بسبب تجمّع السوائل الزائدة في الجسم. قد يُساعد رفع قدميك إلى الأعلى كلما أمكنك ذلك في تخفيف التورم.
أمّا من الناحية العاطفية، فستشعرين بأنك لا تطيقين صبرًا حتى يكون طفلك بين يديك وليس في رحمك. والجانب الجيد هنا هو أنه بدءًا من الأسبوع 37 يُعتبر الجنين قد أصبح "مكتمل النمو" وجاهزًا للولادة. تعرّفي على علامات حدوث المخاض حتى تكوني قادرةً على تمييزه عند حصوله، وتقدير الوقت المناسب للذهاب إلى المستشفى. ستجدين نفسك تحملين طفلك بين ذراعيك قبل أن تدركي مرور الوقت.
قائمة التحقق الخاصة بالثلث الثالث من الحمل
استفيدي من الحماس الذي تشعرين به في الثلث الثالث من الحمل، وركّزي طاقتك على إنجاز مهامك المتعلّقة بالتحضيرات لما قبل الولادة. ستساعدك هذه القائمة في تحضيراتك بينما تقومين بالعدّ التنازلي لأشهر الحمل.
ثلاثة أشهر على الموعد المرتقب
التسجيل مع زوجك في أحد صفوف ما قبل الولادة . ستتعلمين خلال الصفوف بعض التدابير التي ستمنحك الراحة وتمارين التمدد. وتقترح تلك الصفوف عادةً تقنيات الاسترخاء وأدواتها مثل الصور والموسيقى، بما يساعدك على البقاء هادئةً والتركيز على المهمة القادمة. كما ستساعد هذه الصفوف على تعريف زوجك بدوره المهمّ وبالطريقة التي يمكنه بها المشاركة بدرجة أكبر بما يحدث.
اقرئي قدر ما تستطيعين عن المخاض والولادة ورعاية الطفل حديث الولادة . سيساعد هذا الأمر على تهدئة مخاوفك وتحضيرك للأحداث القادمة.
اشتري كرسي الطفل الخاصّ بالسيارة وركّبيه ليكون جاهزًا لرحلة العودة بطفلك إلى المنزل بعد الولادة.
احرصي على إتمام التخطيط لحفلة الترحيب بطفلك قبل موعد الحفلة بوقتٍ كاف.
ابدئي بجمع اقتراحات بشأن طبيب أطفالٍ جيد.
قومي بشراء كميات من مستلزمات المنزل الأساسية والمؤن، بحيث لا تضطري إلى القيام بمهام التسوق الكبيرة قبل المخاض أو في الأسابيع القليلة التي تلي الولادة.