ما هو مرض الطفح الوردي عند الأطفال، وما هي أعراضه؟
ربّما سمعت سابقًا عن متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع SIDS، وهو موضوعٌ يثير مخاوف آباء وأمهات الأطفال الصغار. تشير متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع إلى الوفاة غير المتوقعة وغير المبررة لطفلٍ رضيع كان يتمتع بوضعٍ صحي جيد ولا يتجاوز السنة من العمر. كما تسمى أحيانًا بـ "وفاة المهد"، لكون العديد من حالات الوفاة في هذه المتلازمة تحدث أثناء نوم الطفل في مهده. إن فرصة حدوث متلازمة موت الرضع المفاجئ منخفضة جدًا إذ أنّه يسبب بحسب الدراسات وفاة 0.66 طفل رضيع من أصل 1000 طفل حي. إن سبب أو أسباب حدوث متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع غير معروفة؛ ومع ذلك، فهناك خطوات يمكنك اتخاذها لتهيئة بيئة نوم آمنة لطفلك وللمساعدة في تجنب حدوث متلازمة موت الرضع. تابعي القراءة للتعرف على متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع، وعلى ما قد يشكّل بعض عوامل الخطورة، وما يمكنك القيام به للمساعدة في منع حدوثها.
ما هي متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع؟
نصائح لمنع حدوث متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع
عوامل الخطورة ومسببات متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع
ما هي متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع؟
يميل تعريف متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع أكثر لأن يُشرح من خلال نفي المسببات: فهو موتٌ غير مُبرر وغير متوقع، ويحدث عادةً حين يكون الطفل نائمًا.
وإذا كنت تتساءلين عن مدى شيوع حالات متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع، فإن الاحصاءات تظهر بأنها نادرةٌ في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. واستنادًا إلى بيانات حديثة، تبلغ نسبة حدوث متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع 0.66 حالة وفاة لكل 1000 مولود حي في الإمارات العربية المتحدة. وقد يبدو هذا الرقم خطيرًا ولكنه يعني أن 0.066 في المائة فقط من الأطفال دون الواحدة من العمر هم من ضحايا متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع.
عادة ما يطرح الآباء والأمهات هذا النوع من الأسئلة: متى يمكنني التوقف عن القلق حيال احتمال حدوث متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع؟ والجواب هو أن معظم وفيات متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع تحدث في الأشهر القليلة الأولى من حياة الطفل، والواقع أن الرضع يكونون أكثر عرضةً لهذا الخطر ما بين الشهرين الثاني والرابع من عمرهم. وتنخفض مخاطر حدوث متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع بشكلٍ ملحوظ بعد إتمام طفلك السنة من عمره.
طريقة النوم الآمنة ونصائح لمنع حدوث متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع
تُشكّل معرفة كيفية منع حدوث متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع أمرًا بالغ الأهمية. اتبعي الخطوات التالية التي تساعد في حماية طفلك وتقليل مخاطر حدوث متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع:
ضعي طفلك للنوم على ظهره تحديدًا. قومي بذلك في كل مرةٍ تضعينه فيها لينام خلال السنة الأولى من حياته، وأخبري أي شخصٍ آخر قد يتولى رعاية طفلك لبعض الوقت بضرورة القيام بذلك، وهذا سواءً كان الطفل يوضع في سريره لأخذ قيلولةٍ صغيرة أو للنوم ليلاً. يقوم بعض الأطفال بالاستدارة للنوم على معدتهم أو أحد جانبيهم بعد وضعهم على ظهورهم، وبحسب المختصين فلا بأس بأن يُتركوا على هذا الوضع طالما أنهم قادرون على إدارة جسمهم بالكامل في كلا الاتجاهين دون مساعدة.
أبقي سرير الطفل خاليًا من أي عناصر إضافية. تأكدي من ثبات مرتبة السرير وتناسب قياساتها تمامًا مع سرير الطفل دون ترك أي فراغات على الجوانب. وتجنبي استخدام أي حشوات أو بطانيات أو أغطية أو وسائد أو مساند جانبية أو لحافات. يجب ألا تُستخدم في السرير سوى ملاءات المراتب المناسبة تمامًا دون أي مفارش فضفاضة. يجب تجنب وضع أي ألعابٍ من أي نوع في سرير الطفل، حتى دمى الدببة اللينة. إذ يمكن لجميع هذه الأسطح والأشياء المنفوخة والطرية أن تعرقل تنفس طفلك.
غيري مكان طفلك إلى سطحٍ ثابت. قد ينام طفلك أحيانًا في مقعد السيارة أو في عربته أو حمّالته. انقليه إلى سطح النوم الثابت في أقرب وقتٍ ممكن. ولا تضعي طفلك للنوم بأي حالٍ من الأحوال على سرير ماء أو على وسادة.
لا تدعي درجة حرارة طفلك تزيد عن اللازم. تجنبي تدفئة طفلك بشكلٍ زائد، فهذا يزيد من خطر حدوث متلازمة الموت المفاجئ. احرصي على عدم تغطية رأسه عند وضعه على السرير، وتأكدي من أن درجة حرارة الهواء مريحة وأنها ليست ساخنة جدًا. يجب ألا تزيد ملابس طفلك سوى طبقة واحدة إضافية عما ترتدينه ولا تستخدمي البطانيات. حاولي عوضًا عن ذلك استعمال البطانية التي يمكن ارتداؤها أو كيس النوم غير المتصل بقلنسوة رأس، أو البيجامات ذات الأقدام المحاكة. إذا كان رأس طفلك حارًا ومتعرقًا، أو كان صدره ساخنًا، فهذا يشير إلى أنه مدفّأ أكثر من اللزوم.
دعي طفلك ينام في غرفتك. رُغم أن هذا يعتمد على تفضيلاتك الشخصية، إلا أن الخبراء يوصون بأن ينام طفلك في نفس الغرفة معك، إنما وحده في سرير الخاص. حاولي أن تقومي بذلك لمدة تصل إلى عامٍ إن أمكن، على أن يكون سريره أو سلّة نومه على بعد حوالي ذراع من سريرك.
لا تنامي مع طفلك. لا ينصح بالنوم في نفس السرير مع طفلك، والسبب في ذلك يعود لكونه يزيد من خطر حدوث متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع حيث يمكن أن تقومي عن طريق الخطأ بالاستدارة على طفلك أثناء النوم، كما يُحتمل أن تلتف الأغطية وملاءات السرير حول الطفل وتعيق تنفسه.
أرضعي طفلك طبيعيًا. حاولي إرضاع طفلك طبيعيًا إن استطعت خلال الأشهر الستة الأولى من حياته على الأقل. إذ تشير البحوث إلى أن هذا يقلّل إلى حدٍ كبير من خطر حدوث متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع.
ملامسة الجلد للجلد. إن لملامسة الجلد للجلد فوائد كثيرة. يمكنك ممارسة ذلك أثناء الإرضاع الطبيعي أو باستخدام زجاجة التغذية، أو في أي وقتٍ آخر على مدار اليوم. ويمكن للأب أن يقوم بذلك أيضًا.
لا تعتمدي على جهاز مراقبة الطفل. لا يشجع المختصون على استخدام أجهزة المراقبة وغيرها من الأجهزة التي يزعم أنها تقلل من مخاطر حدوث متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع، حيث تبين كونها غير فعالة.
اعرضي على طفلك استخدام المصاصة. إن مص المصاصة في وقت القيلولة ووقت النوم ليلاً قد يقلل من احتمال حدوث متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع. لكن لا تستخدمي المصاصات المتصلة بحزام أو سلسلة، أو تلك التي تعلق على الملابس. وإذا كنت ترضعين طفلك طبيعيًا، فانتظري حتى يبلغ عمر طفلك 3 إلى 4 أسابيع ويكون قد انتظم روتين الإرضاع لديه قبل تقديم المصاصة لطفلك. وإذا وقعت المصاصة من فم طفلك أثناء نومه، لا تعيديها إلى فمه مرة أخرى.
احرصي على حصول طفلك على جميع التطعيمات الضرورية إذ تشير بعض البحوث إلى أن اللقاحات قد تساعد في منع حدوث متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع.
يُمنع التدخين بالقرب من طفلك. لا تدخني بالقرب من طفلك، ولا تدخّني أيضًا داخل سيارتك وفي المنزل. واحرصي على إبقاء طفلك بعيدًا عن الأماكن التي يدخن فيها الآخرون.
تأكدي من أن سرير الطفل ومعداته وتجهيزاته آمنة تمامًا. يجب أن يلبي سرير الطفل وسلته وعربته ولعبه وحظيرة اللعب جميع معايير السلامة المطبقة حاليًا. ويجب عدم استعمال أي منها في حال كان مكسورًا، وإن كنت تستعملينه عن طريق الاقتراض أو كنت قد استخدمته من قبل لأحد أطفالك الآخرين، يجب التأكد من أنه ما يزال متوافقًا مع اللوائح الحالية.
احرصي ألا تغفي أثناء إرضاع طفلك. يعد إرضاع طفلك على سريرك مع إزالة جميع الوسائد والأغطية أفضل من إرضاعه أثناء جلوسك على أريكة أو كرسي. وقومي بنقل طفلك مرةً أخرى إلى سريره بمجرد أن تستيقظي في حال غفوت أثناء الرضاعة الطبيعية.
وقت الاستناد على البطن. أعطي طفلك الكثير من أوقات الاستناد على البطن واللعب أثناء استيقاظه، حيث أن ذلك يساعد على تقوية عضلاته في منطقة الرقبة والظهر. وتذكري أهمية أن تكوني متواجدة وتقومين بالإشراف عليه أثناء وقت الاستناد على البطن، مع التأكد من بقاء طفلك مستيقظًا.
قد يصعب تذكر كمية المعلومات السابقة، لكن يمكننا تلخيصها في ثلاث قواعد أساسية كي ينام طفلك بأمان فهو: أن طفلك يجب أن ينام دائمًا
1. وحده.
2. على ظهره.
3. في سريره الخاص.
عوامل الخطورة ومسببات متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع
مسببات متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع غير معروفة بالضبط، لكن هناك بعض العوامل البيئية التي تجعل الطفل أكثر عرضةً للخطر، فضلا عن العوامل الجسمانية والعامة وتلك ذات الصلة بالأم التي قد تزيد من المخاطر.
العوامل المتصلة ببيئة النوم
تشمل بيئة النوم التي تزيد من خطر حدوث متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع:
وضعية النوم على المعدة أو الجانب. قد يعاني الأطفال الذين يوضعون ليناموا على معدتهم أو على الجانب من صعوبة التنفس أكثر من الأطفال الذين يوضعون على ظهورهم
النوم على سطح طري ولين. قد يتسبب النوم على لحاف سميك محشي أو على مرتبةٍ لينة أو سريرٍ مائي في انسداد مجرى الشعب الهوائية لدى الطفل.
تشارك السرير. يزيد النوم في نفس السرير مع الوالدين أو الأشقاء أو الحيوانات الأليفة من خطر حدوث متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع، نظرًا لاحتمال سد مجرى الشعب الهوائية لدى الطفل الرضيع.
الارتفاع الزائد في درجة الحرارة الطفل. قد تؤدي تدفئة الطفل بشكلٍ زائد أثناء نومه إلى زيادة احتمال حدوث متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع.
عوامل الخطورة ذات الصلة بالأم
يمكن للأم أيضًا عن غير قصد زيادة خطر حدوث موت الرضع المفاجئ لطفلها حتى قبل ولادته. وتشمل عوامل الخطر من جهة الأم إذا كانت الأم:
لم تتجاوز العشرين سنةً من العمر.
مدخّنة.
لم تحظ برعاية كافية أثناء مرحلة ما قبل الولادة. ولذا فمن المهم جدولة مواعيد فحوصات ما قبل الولادة والذهاب إليها.
العوامل الجسمانية
عيوب خلقية في الدماغ. قد لا يكون الجزء من الدماغ الذي يتحكم بعمليتي التنفس أو التنبه أو الاستيقاظ من النوم متطوّرًا لدى بعض الأطفال بما فيه الكفاية، الأمر الذي يجعلهم أكثر عرضة لخطر حدوث متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع.
انخفاض الوزن عند الولادة. قد لا تكون السيطرة الكاملة على عملية التنفس ومعدل ضربات القلب قد تطورت بما فيه الكفاية لدى الأطفال الخدج أو التوائم، مما يجعلهم أكثر عرضةً لهذا الخطر.
التهاب الجهاز التنفسي. قد يسهم تعرض الأطفال الرضع مؤخرًا لنزلة برد في حدوث مشاكل في التنفس لديهم، والتي بدورها يمكن أن تزيد من مخاطر حدوث الموت المفاجئ.
عوامل مخاطرة عامة
رغم أن أسباب متلازمة موت الرضع المفاجئ غير معروفة بدقة، فإن العوامل التالية تساهم في درجة الخطر بالمجمل:
الجنس. إذ وُجد أن الأولاد يتعرضون بنسبة أكثر قليلاً من البنات لمتلازمة الموت المفاجئ عند الرضع.
العمر. الفترة الأكثر خطورةً بالنسبة للرضع تكون ما بين الشهرين الثاني والرابع من عمرهم، وذلك على الرغم من اعتبارهم ما زالوا عرضةً لهذا الخطر حتى سن 12 شهرًا.
تاريخ العائلة. تزداد نسبة الخطورة عند الأطفال الذين لديهم أشقاء أو أبناء عم قد توفوا جراء متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع.
التدخين. تزداد احتمالات التعرض لهذا الخطر لدى الأطفال الذين يعيشون مع مدخنين.
الولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة. يمكن للولادة مبكرًا و/أو انخفاض وزن الطفل عند الولادة أن يزيد من المخاطر.
متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع هو خطرٌ يثير قلق جميع الآباء والأمهات تقريبًا. لكن يجب أن تضعي في الاعتبار أنها حالةٌ نادرة جدًا، كما أن حرصك على أخذ الاحتياطات المذكورة أعلاه باستمرار طوال السنة الأولى من حياة الطفل يساعد كثيرًا كذلك في الحد من خطر حدوثها.